إلى كل زوجين حبيبين : أنتما تستحقان حياة كريمة بعيدة عن كل منغص أو مكدّر .. لماذا تكونان نسخة مكررة لما يحدث في البيوت التي تئن من وطأة المشكلات ؟ وهل الوصول إلى حياة كريمة وسعادة هانئة عسيرة المنال ؟
أيها الزوج الحبيب : لماذا تعير سمعك لكل فاشل في حياته الزوجية يملي عليك سياسة أنت في غنىً عن مثلها ؟ ثم أنت أيتها الزوجة الحبيبة : لماذا تسمعين لكل امرأة فشلت في التعامل مع زوجها كي تملي عليك الخطط التي لاتناسب حياتك مع زوجك وحبيبك ؟
أيها الزوجان الحبيبان: تأملا في حياة من يتحدث معكما , فإن كانا سعيدين ناجحين في حياتهما فاستفيدا من خبرتهما , وإن كانا غير ذلك فلستما بحاجة إلى فشل يضاف إليكما ويخيّم على حياتكما , ثم تزداد - بعد ذلك - مع مرور الزمن تعقيداً وتوتّرا
أيها الزوجان الحبيبان : لاتناقشا موضوعات جديدةً ما لم تنهيا موضوعات قديمة لم تتفقا على إنهائها بصورة سليمة , لأنكما والحالة هذه , قد لايصغي أحدكما للآخر .. عالجا المواقف والموضوعات القديمة , واتّفقا على توصيات بشأنها ثم افتحا حواراً في الموضوعات المستجدة , ولذا قد يحار أحدكما في أمر الآخر إذا لمس صدوداً منه أو إعراصاً عنه , والموضوع قد لايستحق ذلك , فنكتشف أن السبب مردّه إلى تذكّر الماضي المزدحم بمواقفه المبتورة والتي انتهت حواراتها بغضب أحد الطرفين ..
أيها الزوجان الحبيبان: وأنتما تفكران بما مرّ , لاتنسيا الأولاد , فهم يقومون برصد كل شئ عن حياتكما , وإن لم يتحدثوا أمامكما , نعم الأولاد يتحدثون ويشعرون ويتألمون ومع ذلك لايملكون حولاً ولاقوة , وكأنّ لسان حالهم يقول : كفى أيها الوالدان واتقيا الله تعالى فينا ! ! لماذا نستقبل حياتنا ومنذ نعومة أظفارنا بالمشكلات والمنغصات ؟ أما آن لكما أن تفكرا فينا ؟
أيها الزوجان الحبيبان: لو اطّلعتما على ما يدور ويختلج في قلوب أولادكم لسارعتما إلى كل سبب يقرّبكما إلى بعض , وتناسيتما كل مايعكّر صفو حياتكما ..
أعود وأقول : أنتما تستحقان حياة كريمة بعيدة عن كل منغص أو مكدّر , وكذا الأولاد يستحقون أن يعيشوا في كنف أحلى وأسعد زوجين , وليس ذلك بعزيز عليكما متى ما صدقت النوايا وتصافحت القلوب , وثقا ثقة تامّة بأن الأولاد سيحسون بالأمان والطمأنينة والحب , وسينعكس أثر ذلك عليهم وعلى أولادهم من بعدهم بإذن المولى جل جلاله , لاتشعرا الأولاد باليتم , فكم من ولد عاش أشدّ من اليتيم بسبب والديه المفرطين !!! هذا وقت التضحية .